وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وذلك أيضاً أليق بخُلق أبيها الكريم، إذ هو سماحة ورحمة. لكنّ الحرج كان يشدّ الرسول إلى الوراء، فألسنّة الناس مولعة أبداً بالخوض في سِيَر الناس، وبتسقّط الهنّات، وبتقصّي العورات ... بالباطل تخوض، وبالحقّ تخوض. أِفَئِن فرّق بين الزوجين، مرّ الأمر بغير غضاضة[1042] يستشعرها القوم، وبلا حروف كلمة جائرة تتجمّع فتُقال هنا، أو دهشة ضيزى[1043] تنعقد فتظهر هناك؟ لا! بل لقد تقولنّ طائفة منهم: ما بال محمد يهدم بيتاً هو الذي وضع أساسه، وأحكم بنيانه، وعلّى ذراه؟! أوتقولنّ أُخرى: كيف يخذل «ولده» الذي تبنّاه؟! أو تقولنّ ثالثة: لأمر ما نصر في زينب عاطفتها الحرون! أو تقولنّ سواهنّ غير هذه وتلك من مدّعيات! ومن وراء هذا كلّه فريق المنافقين، هم أحرياء بأن يشعلوها فتنةً مدمّرةً، لا تصيبنّ الذين ظلموا خاصّةً، ويخشى الرسول أن تحيق بالأُلى إسلامهم على حرف، لمّا يترسّخ بعد في قراراتهم جوهر الإيمان. تماماً كما حدث يوم الإسراء من بضع سنين. فلقد استرابت عندئذ في حقيقة تلك الرحلة الربانية المعجزة كثرة كاثرة من الناس، وأصمت خبرها جماعة تجمّدت فيهم ملكات التفكير، فلا هم إلى النفي ولا هم إلى التصديق، كمن تثخنهم الجراح فتثبتهم على مواقع الأقدام! وظنّت فئة بالنبي الظنون. وفي عجب ضالّ، وعنجهية جاهلية، قال قائلون: هذا والله الأمر البيّن! والله إنّ البعير لتطرد شهراً من مكة إلى الشام مدبرة، وشهراً مقبلة، أفيذهب محمد ذلك في ليلة واحدة ويرجع إلى مكة!