وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

المقهورتين بقوى البهتان والكراهية ـ لفي حيرة جائرة، لا يكاد معها يدري أيبادر فيقرّر ويحسم الأمر، أم يصبر فينظر ثم للأيام بعد ذلك كلام! نهجان متباعدان. كلاهما يبدأ بالحيرة، وربّما انتهى أيضاً بالحيرة. وها هو الآن، بحيال مصير زينب، يقف أمام حجاب حاجز وراءه قلق قالع[1040]وزعج باخع[1041] مخافة قالة سوء يرى بعين بصيرته أنّها تهمّ بنشر خباثة ريحها في الهواء! ليكاد بحسّه المستنير يقدم فيحسم، يطلق إرادة الزوجين اللذين أضناهما النزاع، يدعهما كُلاًّ وما يشاء ... فما بقي إلاَّ أن تحل عقدة النكاح. ولو خُيِّرا لكانت الخيرة عندهما انفصالهما شرعاً بعد أن انفصلا فعلاً، قلباً عن قلب، وبدناً عن بدن، وتهاجرا في الفراش. ولا نحسبنا نأتي بمحال، أو بما يشبه المحال، لو استشففنا من خلال كثافة القرون أنّ هاجساً راح يهمس في ضمير فاطمة أنّ محنة زينب وزيد لا محالة إلى زوال، في شعورها كان كربهما يزحف إلى حافّة النهاية، يشارف ختام المطاف. وكانت هي ترجوا هذا وتتمنّاه، بلا جدال، من واقع حبّ الخير والسلامة لكليهما، ليخلص زيد من معيشة هي الهوان والمذلّة، وتخلص زينب من ضغط نفسي يكاد يقذف بملكتها العقلية في هاوية الخبال. فذلك أدنى إلى طبيعة الزهراء المجبولة من الرفق والرقّة، المفطورة على الحنان والشفقة، الميّالة إلى الفأل الحسن وتوقّع السلامة أميل منها إلى التشاؤم والطيرة. والرجاء في رحمة الله دائماً ممدود أمام ذوي النفوس النقيّة والقلوب المصوغة من الطهر والنور.