وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأخذت الردّة عن الدين القيّم بخناق أفئدة الغاوين ... أَوَ لَم يروا في أنفسهم، وفي الآفاق، من آيات الله ما يعجز العقول ويروّض المستحيل فإذا هو ذلول! تلبّد[1044] الجوّ في المدينة بدخان كثيف من الشائعات، وقد أخذ ذوو الجهالة والعيّابون يحرقون سيرة زينب في محاريب هرفهم[1045] كما يُحرق البخور! باللمز تحرّكت نفوس! بالهمز تحدّثت شفاه! بالغمز ترامزت[1046] عيون! بين زيف الفِرَى[1047] وشطح[1048] التهاويل، تأوّلوا التآويل، تقوّلوا التقاويل، تبادلوا الأباطيل ... فما لهم يفترون؟ سرّ هذا عند غشاشة قلوب، أو هذر مهاذير، أو اندفاعات فضول، أو تظاهر من لا يعلمون بأنّهم يعلمون ما لا يعلمون! فدعهم وما هم فيه ... فلقد أذن ربّك لمشيئاته، فخرجت من عالم السرّ إلى عالم الحركة والعمل والظهور، وقضى في أمر زينب وزيد ومحمد بما شاء. * * * يشاء الله أن تتزوّج زينب وزيد، ويبرم مشيئة، فيكون ما أراد، فما للنطق الإلهي من رادّ ... (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلاَ مُؤْمِنَة إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)[1049]. ويتمّ الزواج ... فإذا زواجهما هو التطبيق العملي الذي يحقّق هدر الفوارق الطبقية بين الزوجين، هبط بأحدهما المنزل وسما بالثاني المقدار، جَبٌّ للممايزة بين البشر