وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وساعة قال لرسول الله: «النساء كثير»، فذلك لأنّه كان يراه عليه الصلاة والسلام في شكٍّ من أمر عائشة مريب، وفي حيرة من مصيرها موئسة: أيمسكها أم يتركها، وإنّه في كلتا حاليه هاتين لَمُعان من شقائه النفسي معاناةً تفدح الجبال. أفغفلت فاطمة عن هذا الشقاء المضني، أم انفعلت به وعاشت فيه؟ بل غفلت عن تصوير إحساسها الحقيقي روايات الرواة! فما نحسبها إلاَّ شاركت أباها آلامه الشعورية مشاركةً كاملةً، وقاسمته كأس تجربته المُرّة، جرعةً جرعةً، وحسوةً حسوةً، وقطرةً قطرة. بعذابه النفسي تعذّبت مرّتين: مرّة إذ هي أُمه، ومرّة إذ هي ابنته. وليس كقلب أُمٍّ حنون قلب، يتفطّر أسىً لمحنة ابن هو بسمة الحبّ على ثغر العمر، هو مشرق النور، ونبع الصبر على نوب الدهر، ومنهل العزاء حين الأرزاء. وليس كقلب ابنة وفيه قلب، يتمزّق لوعةً لبلوى أب هو خير أب، والفرد العلم في الآباء. إنّه لها الرجاء في الحياة ... كلّ الرجاء، لا رجاء سواه، ولا حياة لولاه، إذ هو نفسه هذه الحياة، بل ما وراءها من حياة. * * * ثم كان الخلاص ... أتت مشيئة ربّك بالبرء من علل الريب وأدواء الحيرة، انقشعت[1034] الغُمّة عن الزهراء بانقشاع المحنة عن رسول الله، نزل شؤبوب[1035] طاهر من السماء غسل عن السيدة المظلومة ما علق بثوبها من درن الإفك ودنس الافتراء. بالحقّ نزل ... وبالحكمة نزل ... وبالرحمة نزل. تغشى محمداً من الوحي ما كان يتغشّاه، فلمّا فصل عنه ـ والعرق ينحدر على