وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والخير إذاً كلّ الخير أن يدع للنبي ـ إذ هو وحده صاحب القرار ـ أن يستوحي شعوره الملهم، فيختار لنفسه ما يختار. هذا هو الرأي الذي ارتآه ... بل عدالة العدالات أملاها عليه ضميرٌ مقسِط نزيه، كما يتوقّى المجاملات يتوقّى الشبهات. فما كان به على السيدة سخط ولا موجدة، وهي منه «أُم» بزواجها برسول الله، لها عليه حقّ الإجلال والتوقير. كان يكنّ لها الإعزاز لمكانتها الأثيرة في قلب الرسول، وكانت تكنّ له التقدير لمقامه المجتبى لدى الرسول ... بهذا نضح[1031] سلوكه وسلوكها على السواء. سُئلت مرّةً عن أَحبّ الناس إلى زوجها العظيم، فقرّرت أنّ أحبّهم في الرجال: عليّ، وفي النساء: الزهراء[1032]. وحتّى عندما خرجت على سلطانه الشرعي، ومشت إليه مع أعدائه بالجنود في السلاح والعتاد، لاجتثاث إمرته، ثم أظفره الله، منع عنها أيّة مساءة تلحق في موطن الحرب بعدوٍّ مهزوم، وشيّعها إلى بيتها بكلّ مظاهر التجلّة والاحترام[1033]. فهل كان موقعها ذاك مظهراً لبغضاء أوغرت صدرها عليه؟ قيل: لا بغضاء! ولئن كانت أسرفت على نفسها في خلافه، فلقد أسفت على ما فرط منها، وأكّدت بعد سنين أنّ ما كان بينها وبينه لم يزد قطّ على ما يقع ـ عادةً ـ بين المرأة وأحمائها، أو بين الأنسباء والأنسباء. أمّا هو فلم تشب شعوره نحوها شائبة ضغينة.