وجهه مثل الجمان ـ التفت إلى الزوجة الحزينة يقول: «أبشري يا عائشة! قد أنزل الله براءتك»[1036]. فيا لفرحتها، ويا لفرحة المؤمنين! لكأنّي بفاطمة في إهاب الإنسانة، لم تسعد قطّ في يوم سعادتها يومذاك، إذ بلغها النبأ السارّ، ثم رأت زوجة أبيها الأثيرة مشرقة الطلعة، راقصة القلب، مغرّدة الأنفاس أن برّأها ربها، وهنّأها بالعودة إلى عرس عزّتها الباذخ في بيت الرسول. وخرج النبي إلى المسجد فتلا بيان السماء: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالاِْفْكِ عُصْبَةٌ مِنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئ مِنْهُم مَا اكْتَسَبَ مِنَ الاِْثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[1037]. وانتهت قصّة الإفك ...وطوى السجلّ الكتاب!