وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فلماذا الجفوة؟ ما الذي غيّره هذا التغيير؟ كبرياؤها تأبى عليها أن تستنبئه سرّه. ثم علمت ما خفي عنها كلّ تلكم الأيام الطوال، زلّ به أمامها لسان إحدى المهاجرات. وعندئذ هالها ما سمعت ... فأيّ هول! صعقها الخبر، أحسّت بقلبها في جوفها ينفجر، وتدفّق غضبها مع دموعها يلوم أُمها على الكتمان: يغفر الله لك يا أُماه! تحدّث الناس بما تحدّثوا ولا تذكرين لي من ذلك شيئاً؟! فلم تمهلها الأُم أن تسترسل، بل عاجلتها مهوّنة: أي بُنيّة! خفّفي عليك الشأن، فوالله لقلّما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبّها لها ضرائر إلاَّ كثّرن وكثّر الناس عليها. أمّاً محمد، فقد كان في همٍّ واصب، وألم مقيم من هذا الذي هتر[1026] به الأفّاكون، ثم هتنت[1027] ألسن المنافقين أينما مضت به قدم; حقداً عليه ونكايةً فيه كانت الحيرة تمزّقه، وكانت الغيرة تنهشه بأنياب أراقم[1028]. ولو أنّ فاطمة عجمت[1029] المحن التي أصابته، لما وقعت بينها على محنة هي أفضع من هذه فظاعةً، أو أبشع بشاعةً ... ولو أنّها راجعت ذكرياتها معه، لما علمت قلبها قد تفطّر مرّةً; رحمةً وحسرةً، كما تفطّر هذه المرّة. أمّا الرحمة فلعائشة الطعينة في شرفها ـ افتراءً ـ وليست تدري بأيّ سلاح تردّ الفرية، ولا كيف بُرْؤُها من الطعنة ... وأمّا الحسرة فعلى الأب الذي يفترسه الشكّ الضاري، ثم لا يكاد يجد منه لنفسه خلاصاً ولا مثابةً. لكأنّي بحسّ الزهراء المرهف هو الذي يتكلّم الآن ثم يحكم، أو كأنّي بصفائها