وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفرغ ممّا قدم فيه ... وتوجّه عائداً بمن معه، فنزل بهم منزلاً قريباً من المدينة باتوا فيه طرفاً من ليل. تقول عائشة[1025]: وخرجت لبعض حاجتي، وفي عنقي عقد انسلّ منه ولا أدري ... فرجعت إلى المكان الذي ذهبت إليه، فوجدته. لكنّها لحظة عادت إلى العسكر، كان القوم قد أخذوا هودجها وهم يظنّونها فيه، وانطلقوا في رحلة الإيّاب. وعندئذ تلفّفت بجلبابها وقبعت حيث هي، وقد علمت أنّهم سيفتقدونها، فيعود منهم عائد يردّها إليهم. فإن هي إلاَّ ساعة أو نحوها حتّى مرّ بها صفوان بن المعطل فعرفها، فتنحّى لها عن بعيره، ومضى بها مسرعاً لعلّه أن يلحق الناس ... فإذا هم قد فاتوه، وإذا هو لا يبلغهم إلاَّ والنهار قد أسفر. وعندئذ أدلع الشيطان لسانه، يبثّ خبثه، فقال الأفّاكون: ما لعائشة تأخّرت عن العسكر! * * * وكثرت القالة ... ولم يطرق سمع عائشة شيء ممّا كان يتناثر حول اسمها من شائعات السوء، فلقد سقطت، منذ دخلت المدينة، فريسة مرض شديد ألزمها فراشها أياماً طويلةً: بضعة وعشرين. لكنّها كانت تنكر من زوجها جفاءً لم تعرفه قطّ من قبل، بل قد كان يعودها في علّتها، فلا يكاد يخاطبها بكلمة، أو ينطق باسمها، أو يضع عليها عينه، وإنّما يستفسر الذين حولها باقتضاب شديد: «كيف تيكم؟» ثم ينصرف لا يزيد. وتتلقّى هي سلوكه الخشن هذا بانزعاج واجم، وقلق عميق.