وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إليهم يصرخ فيهم: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ)[714] فكان له من عدوانهم نصيب. فهل حسب القوم أنّ هذا الذي فعلوه رادّه عن طريقه؟ أو منتقص عشر معشار عزمه؟ بل إنّه ليزيدنّه تصميماً إلى تصميم، ويرفعنّ قدره إلى أعلى مراتب التشريف، فيما يخسّ الذهب إذ تضعه في النار، وما من نبيٍّ قبله إلاَّ أُوذي في الله. ولقد صدق من قال: لا تخل جانب النبي مضاما *** حينَ مسَّتْهُ منهم الأسواءُ كلُّ أمر نابَ النبيّينَ *** فالشدّةُ فيهِ محمودةٌ والرَخَاءُ لو يمسُّ النظارَ هونٌ من النـ *** ـارِ اختيرَ للنضار الصلاءُ[715]! * * * أياماً عدداً، غير قليلة، قضاها الرسول بين ثقيف، يطرق عليهم أبواب العقول والألباب، فلا يُفتح له منها باب! امتداداً لاضطهاد قريش، وبأفظع ممّا تلقّته به، لاقاه أبناء الطائف بالاستخفاف والتهكّم، والمهانة والتحقير ... كلّهم أقذعوا[716] له في الخطاب، وكلّهم أعزقوه[717] بالضرّ، بطشاً باليد تهجّماً وعدواناً، وسوءاً في القال زرايةً وتجريحاً، وليس بينهم رجل رشيد يكفه خلقه، أو ينهاهم عن التمادي في الجور والشرّ، ويدعوهم إلى الترفّع عن الصغار. وكلّهم كانوا كأن في مباراة، يتنافسون فيها على مقام الصدارة، إيّهم أسبق إليه بالمكروه، وأقدر على الإيذاء، وأقبح في بذاء الهجاء ... لا فرق فيهم بين سيّد