وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فأمّا وقد تنزّلت الرسالة على محمد من دونه، فلن يؤمن له، استحياءً ـ كقوله ـ من نساء ثقيف أن يقلن: ادّعى أنّه الرسول الموعود فلم تصدق دعواه، واصطفى الله خيراً منه: رسولاً سواه! أو يقلن، ويقول الناس: اتّبع فتىً من بني عبد مناف! ولم يردّه استكباره عن التصريح: ما كنت لأتّبع نبياً من غير ثقيف[712]!! هل حسب الشاعر أنّه وكّل برسالة السماء يضعها حيث يشاء؟ * * * ومشت الأنباء إلى الزهراء تعلن أنّ أباها الداعي إلى الله، لم يجد بالطائف أُذناً واحدةً تصغي إليه، ولا حامياً يدرأ عنه ... بل لقي كلّ مضرّة وعذاب. أفكان هذا الذي أنزلوه به امتداداً لما أنزلت به قريش؟ لكأنّي بالفريقين يرميان عن يد واحدة، فالطينة من الطينة! والعجينة من العجينة! وما أحسب فاطمة إذ سمعت بعض خبر ما أصابه من ثقيف إلاَّ ذكرت ما أصابه من قومه، وما هو بقليل. قيل[713]: خرج الرسول إلى المسجد يوماً يصلّي بفناء الكعبة، وثمّة نفر من زبانية الكفر أعداء الله، فما رأوه حتّى ملكهم الحنق، وفاضت بهم عزّتهم بالإثم والاستكبار، حتّى غدوا وصدورهم تغلي غلىً فيكاد يُسمع لها; كالنار شهيق وزفير! وقال بعضهم لبعض: ما صبرنا لأحد كصبرنا لهذا الرجل! ثم انطلقوا إليه يتحدّونه: أنت الذي جعل الآلهة إلهاً واحداً؟ قال: «نعم». فتواثبوا عليه جميعهم، ملتفّين به كالسوار، نالوه بشرٍّ ممّا يندى له جبين الشرّ، وتخزى أخسّ النفوس ... اعتوروه بينهم يتقاذفونه تقاذف الكرة بالصوالج، تجاذبوا رأسه ولحيته حتّى سقط أكثر شعره، كادوا يقتلونه! وسمع أبو بكر هرجهم، فخفّ