وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لقي بعض سادتهم، فعرض عليهم الدين الحقّ، فإذا هم يلقونه أسوأ لقاء، وإذا هم منه يسخرون! قال أحدهم بامتهان: أما وجد الله أحداً يرسله غيرك؟! ونأى آخر بجانبه، وهو يرميه بالبهتان، بكلمات غمّازة يجري سمّها مع اللعاب: والله لا أكلّمك أبداً! لئن كنت رسولاً من عند الله لأنت أعظم خطراً من أن أردّ عليك! وإن كنت كاذباً فما ينبغي لي أن أكلّمك! أمّا ثالثهم ـ وكأنّه ثالثة الأثافي[709] التي تكمل للقدر ثباتها على النار لتسوية ما بها من طعام ـ فقد أكّد أن تصديقه مأكل فجّ نيء لا يسوغه مذاق، وإنّما تكذيبه هو الطعام الأثير الذي بلغ غاية نضجه، وطاب له ولقومه أجمعين! قال ذلك الثالث باستهزاء: إني أمرط[710] ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك! فقرن امتناناً بامتناع! فكما أنّه ما كان ليمرط كسوة الكعبة، كذلك لم يكن ليصدّق أبداً رسالة الرسول. وعلى مثل هذا النحو الأحمق من التكذيب جرى سادة ثقيف، وبخلاف ما تقضي به الأعراف من قري الغريب، أبوا أن يضيّفوه فضلاً عن أن يساندوه! أغلقوا دونه الأبواب، جفوه كجفو السيل ما به من قذى ونفايات، طردوه! قالوا له: أُخرج من بلدنا والحق بأرضك! حتّى أُميّة بن أبي الصلت شاعرهم المتبتّل[711]، سار على نفس الدرب، غير مبق على إشراقة المعرفة التي ومضت أعواماً في أحناء قلبه كشررة، حقداً وضغينةً رمى بعلمه وراء ظهره ... كان طموحه أكبر من ملكاته، وكان نكوصه يومئذ حسداً وغيرةً أن تقلّصت أمانيه التي عاش لها عمره الطويل، وتبدّد حلمه أن يكون هو النبي المبعوث!!