وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فعندما بدأ ساعد الدعوة يشتدّ بأنصارها الجدد «الغرباء» بعض اشتداد، ومضت قريش تضاعف مساءتها للمسلمين حتّى الغلو، رأى الرسول أن يخرج إلى الطائف داعياً، لعلّ ربّه أن يجعل له فرجاً من هذا الخروج. فالطائف أرض ثقيف، وفي ثقيف رجال ذوو مكانات، وجُهَاء الأحساب، كُرَماء الأنساب، وفيها رجال لهم عقل ومعرفة وحسن تبصّر بالأُمور، وفيها رجال أُعلموا بالبيان. وما أرى أصحاب محمد ـ عندما علموا بخروجه ـ إلاَّ حسبوه عائداً من لدن القوم هؤلاء بصفقة تعزّ الإسلام ... وما أرى فاطمة إلاَّ كانت في الحاسبين. فهناك الحارث بن كِلدَة[707] زوج خالة أبيها، وطبيب العرب الحكيم، وإنّه لحريّ ـ إن لم تعطفه حكمته إلى الهدى ـ أن تعطفه إلى تأييد الدعوة أو الوقوف بجواره صلة قُرباه. وهناك أُميّة بن أبي الصلت[708]، الشاعر الذي تجاوبت أصداء شعره في الآفاق، وعُرف بأنّه موحّد حنيف، من أوائل المنكرين على قومهم شركهم، فهجر الأوثان، وقرأ الأديان، ولزم ملّة ابراهيم، وإنّها لأدنى إلى الإسلام أو هي بذرة الإسلام. وهناك، غير هذين، سادة نُجُب من قادة الفكر الأمجاد ... فلو أنّ النبي وجد في أحد الرجلين ـ أو كليهما ـ أُذناً سميعة، لكان له ممّن وراءه سند وظهير. * * * لكن ما وقع من ثقيف جميعاً خالف المتوقّع المأمول، والطبيعي المعقول!! فلقد خذله الاثنان، وتنكّر له العامة كما تنكّر الأشراف.