وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

شدّ ظهره، حشّد شرّه، دفع بكلّ طغواه إلى معركة فاصلة يشنّها على حزب الله، فإمّا موت وإمّا حياة! وحاقت بالهداة المهتدين الأهوال. فما اشتطّت قريش في غلواء النكال كشططها إذ ذاك، وما زُلزلت الأرض بالعذاب تحت أقدام أهل الإيمان كما زُلزلت في ذلك الأوان، حتّى لأوشكت رجتّها أن تطرح بعضهم بعيداً بعيداً عن ثبات اليقين، قريباً قريباً من الافتتان عن الدين. وما أشفقت الزهراء على أبيها من ضغط المحن كإشفاقها عليه في تلك الآونة، وإنّها لتراه ـ ممّا يصيبه به قومه ـ في كرب واصب[698]، وهمٍّ حازب[699]، وهوان ليس بعده هوان. آذاها أشدّ الأذى أن أسرفوا في عدوانهم عليه إلى أبعد آماد الإسراف، هالها ظلمهم إيّاه ظلماً يجاوز حدود الخيال، ويكاد يضاهي المحال. فهو ظلم متخبّط الخطى كهرولة عشواء، وهو مجنون الحركة كزُبانى[700] عقرب عمياء، تطوّح[701] بهما على غير هدىً أينما تدبّ، فتضرب في زحمة أو فراغ، في أجساد حيّة أو في جماد، فليس يعنيها ما الذي تصيب، إنّما همّها أن تصيب، فتلسع لتشبع نهمها بالإيذاء! أفكان الذين ظلموا ـ من حقدهم ـ في سكرة لا يفيقون؟ إنّ غيّهم لبغيٌ ضلّيل! وإنّ بغيهن لبغيٌّ مخبول! في شرعة الخصام يبلغ جورهم أضعاف أضعاف ما قد يصطنعه أعتى خصيم، وبمعاير الأحجام والأثقال، تضيق عنه طاقة الظالم، كما يفدح احتمال المظلوم