وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأحياناً ما يسبق رهف الإحساس مواقيت الأحداث، فلعلّها ـ بنفحة قدسية ربّانية ـ اطّلعت على ظهر الغيب، فأدركت أنّ شعورها هذا لم ينطلق من هباء؟ ثم لمحتهم ـ ببصيرتها المجلوّة ـ كيف شاءوا لها ولزوجها النصرة بعد رحيل الرسول، ثم رأتهم ـ على لوحة روحها الشفيف ـ وهم على نفس درب الولاء للبيت النبوي ولمن نسلت من أولاد، وإن قد آبت إلى أبيها في علّيين. لعلّ هذا قد كان. فالنفر المؤمنون من الخزرج الآن قد عادوا إلى بلدتهم، وكان لخُطاهم على طريق الدعوة وقع عال، له صدىً ملأ سمع الوجود، وكان لهذا الصدى في البلد الحرام صوتان: طَرْق مزعج، باكي الصرخات، قلق الصيحات، على أبواب حزب الشيطان، كضربات معول حفّار القبور في صخور صمّاء ... ودقّ ناعم، حلو الرنين، عذب اللحون، على أبواب حزب الله تطرب له الآذان. فلا بيت بمكة للشرك إلاَّ كان فيه غمّ مقيم أن تسرّب الإسلام من قبضة سادتها، وتحت سمعهم وبصرهم، إلى القرى المتآخمة[683]، تسرّب الماء في الرمال ... ولا بيت بيَثرب إلاَّ أصبح وفيه مسلم بعد التقاء أُولئك النفر القليل بالنبي الكريم، ثم لا مسلم هناك إلاَّ ودّ، بكلّ روحه، لو أنّه عبّ الإسلام عبّاً، في حسوة واحدة لو استطاع. فالعمر قصير، والدنيا إلى الآخرة مجاز، ورضوان الله الذي يرجون يخايلهم من وراء الغيوب. ولقد أكرمهم الله فتقبّل واستجاب. * * *