وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وما نحسب نظرتها هذه إلاَّ كانت قائمة على أساس استقرائها الدقيق للوقائع المجرّدة، واستشراقها حقائق الأُمور، وليس استناداً إلى التمنّي وحدس الشعور. وأصابت ... فالدعوة عندئذ كانت قد جاوزت مرحلة الخفية والتبشيرالمستور، ثم تعدّت حدود مرحلة المقاومة السلبية، التي فرضت على الكثيرين من أبنائها الانتشار في أرض الله، نأياً[681] بأنفسهم عن مراكز الاضطهاد، وفراراً بدينهم إلى ملاذ آمن، كبلاد الأحباش. ثم شرعت الآن في دخول مرحلة أُخرى هي المقاومة الإيجابية، والعمل الفعّال، الذي يتهيّأ للردّ ضربة بضربة، والكيل صاعاً بصاع وإن لم تكن قد أُمرت بعد بإشهار السلاح. حدث هذا عندما نزل مكة ستة نفر من الخزرج عند العقبة، وأقبل محمد عليهم يدعوهم إلى الدين ... وجلس يحدّثهم، ويبيّن لهم، وجلسوا يصغون ... وعرفوه. ومال بعضهم على بعض يتسارّون: إنّه النبي الذي توعّدكم به يهود، فلا تسبقنّكم إليه. وأقبلوا عليه: قد عرفناك، وآمنّا بك، وصدّقناك ... فمرنا بأمرك. وأسلموا على يديه، ثم دعوه للارتحال معهم إلى بلدتهم، لعلّ الله أن يمحو به ما بين قومهم بعضهم وبعض من العداوة، فيكون لهم به اجتماع الكلمة، وتكون له بهم المنعة. لكنّه قال: «حتّى يأذن لي ربّي». وودّعوه على موعد في الموسم المقبل، ووعدوه بثّ دعوة الحقّ حتّى اللقاء ... فلم يبق بيثرب بيت إلاَّ كان به ذكر الرسول.