وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فهل نسيت قريش ـ على كثرة ما أسلفت إليهم من الأذى ـ أنّهم صبروا، وكانوا خير مختبر لليقين؟ أم غاب عنها أنّهم ظلّوا أوتاد إيمان؟ لكنّها الآن لا تكفّ تعاود التهجّم عليهم بمثل شراهة صد[619] منهوم، مخبول الظمأ، وحشيّ الجوع، قد سلخت عنه رهف الضمير، وسلامة التفكير، وإنسانية الشعور، شهوة مجنونة للشراب والطعام. فإذا القسوة وحدها هي الخمر التي تروي غليله، ثم تدير رأسه بسورة النشوة، وإذا النكال هو وحده المأكل الذي يمسك عليه رمقه، ثم يتخم فيه ما أفرغت سورة الخبال! * * * غير أنّ هذا الذي أتته من إدٍّ[620] لم يكن ليقضي له وَطَرها[621] الذي تريد. فدونها ودون أولئك القلّة المسلمين، الخارجين على نظام شريعتها الوثنية، محمد بن عبدالله الذي عجمته[622] سنين عدداً، فوجدته لا ينكص ولا يهادن، ولا يلين له عود، فهو ثابت ثبوت طود، وهو صلب في الحقّ كالماس يقطع الحديد ولا يخدشه الحديد، وهو محاجز بينها وبين أتباعه كالسدّ. وما دام ثابتاً أمامها هكذا ثباته في صلاته، قائماً قيامه في شموخ، فما لها إلى نقض دعوته، وفضّ أصحابه عنه من سبيل. ونفضت قريش جعبة عدوانها، فإذا هي تقع فيها على سلاح آخر خبيث، إن تكن قد استخدمته من قبل بعض استخدام، فإنّها لم تحسن الصول به كما ينبغي أن يكون الصيال، ولم تمل له في القطّ والقدّ ليفعل فعله، ويثمر أثره الباتّ إذ كانت تراه إلى