وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اللوحة الخامسة لا تبكي يا بنيّة كما لم ينفتح من قبل أمام قريش الطريق واسعاً، بغير حواجز ولا حوائل، لإيذاء أهل الإسلام بمكة، انفتح أمامها بعد ذهاب خديجة زوج الرسول، ومضيّ أبي طالب شيخ بني هاشم، في رحلتهما الدنيوية الأخيرة بعيداً عن هذا العالم. فلقد بغت قريش وطغت أشدّ بغيّ وطغيان، غلت في النكال إلى أقصى الغلواء، سلكت بإيذاء حزب الله سلوكاً إنْ لم يكن هو الجنون فهو أعتى شططاً من الجنون، فإذا هي تنقلب عليهم بكلّ ألوان الشرور والاضرار، متراوحة بهم بين ضروب من العذاب، لا تعرف معنى الرحمة، ولا تنعطف إلى صلات الأرحام. فهي تشاء، فتلهب جلود طائفة بالسياط، أو تحرق بعضاً بالنار، أو تلقي نفراً على الرمضاء، في لظى الهجير[618]، وفوقهم من الصخور الصلاب أحمال وأثقال، أو تشدّ الوثاق بالسلاسل، وتكبّل الأعناق بالأغلال. وتلك أساليب في التعذيب انتهجتها من بدء الدعوة، همُّها أن تنال بها من عدوّها عسى أن تعيدهم في ملّتها، وتفتنهم عن دين الله، كما ودّ حكّام الروم من بضع مئات من السنين أن يعيدوا في ملّتهم أُولئك الفتية أصحاب الكهف والرقيم.