وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يومها هذا كأنّه النافلة بين عدّة القتال. فليست القوة المادّية وحدها بكافية للخلاص منه ومن الذين اتّبعوه، وليس التهجّم بالعنف هو القادر دون غيره من الوسائل على حسم الأمر. ذلك لأنّ القوة دفع خليق بأن تقابله مقاومة أو دفع مضارّ، ولأنّ العنف الذي تحمل به عليه، حقيق بأن يغريه بالتصلّب، ويدفعه إلى الأمعان في العناد. فالبطش قد يؤذي البدن، ولكنّه لا يقضي على الرأي، بل لعلّه ينميه ... والقهر لا يدحر الفكر، بل الأفكار هي التي تدحر الأفكار. فدفع قريش إذاً مردود، وعنفها أيضاً مردود. ولئن قيل في المثل: لا يفلّ الحديد إلاَّ الحديد، فهناك في جانب قريش حديد، وهنا في جانب أصحاب محمد حديد ليس من جوهر ذلك المعدن الأرضي، بل من صهير نفوس أذهبت خبثها حرارة الإيمان، ثم قسّتها[623] كما يُقسَّى الفولاذ! ومهما استطال الوقت بالفريقين، فالجلاد بينهما لا محالة باق زمناً أحرى بأن يمتدّ إلى أمد غير معلوم، قد تتغيّر خلاله الظروف فينقلب الميزان. فأيّ مضمار حتم على قريش ـ لتحرز نصرها الحاسم ـ منازلة محمد فيه؟ * * * بل أنّها لمضامير! فعقول من حول أُم القرى من القبائل مضمار، وعيون المكّيين مضمار، وقلوب أصحاب النبي مضمار. ومن سبر غور نفوس سادة قريش، وعرف لها ولعها بالتعالي على غيرها من أقوام، وإلى أيّ حدٍّ يشغفها التيه، وتستخفّه الخيلاء، تيسّر له أن يدرك أنّ سلاحها الذي شحذته لمعركتها القادمة، هو تهوين شأن من يناوئها، وتحطيم عزّته، وإذلال