وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الدهر، فأبدلك الله خيراً منها!![614] فليتها راضت هواها، فصبرت على ما تكره إن كان في ذلك الذكر مكره! ليتها حبست في حلقها ألفاظها هذه الشوارد الحرون![615] إذاً لكان خيراً لها السكوت. أم تنكر عليه كلمة طيّبة يرطب بها مرقد سيدة النساء؟ أم تنقم منه الوفاء؟ ما نحسب إلاَّ أنّها أوجعته، بل آذته أقسى إيذاء، بل شقّت قلبه بجرح عميق، هو الذي كان يحرص دائماً على أن يتلقّاها بالترفّق، ويمحّضها التدليل. ولولا حلم أُوتيه، لا يبخل بالصفح، ويتّسع لإساءات البشر أجمعين، لبادرها بغضب حميز[616]، كغضب ليث جريح، لكنّه زجرها زجراً، إن تكن فيه مرارة اللوم والعتاب ففيه حسن التأديب والتهذيب. أجاب: «والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدّقتني اذ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد، دون غيرها من الناس». ما كان أغنى عائشة عن هذا الموقف! أصابها الحسر، بهتت ... ندمت، ولات حين ندامة! وهل من سبيل تستعيد به إلى الحلقوم ما فرط منها من كلام؟ وكان أشدّ ما حزّ فيها وآلمها من حديث الهول، هو ما أبطنته الجملة الأخيرة ... لَكَم وخزتها! كم أدمت كبرياءها الانثوية إذ شبّهتها ـ إيماءً وتكنيةً ـ بشجرة من الأشجار الزينة، تنمو وتغصن وتفرع وتورق وتروق العين، ولكنّها عقيم لا تطلع ثمراً، بينما شبّهت ضرّتها بشجرة طيّبة الجنى والثمار! لكنّه لم يقل إلاَّ حقّاً.