وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومرّة قالت: ما غرت من امرأة لرسول الله ما غرت من خديجة، لما كنت أسمع ذكرها![609] ومرّة قالت: كأن لم يكن في الدنيا سوى خديجة![610] فلعلّ بهاء حسنها، وفورة صباها، وسبقها في قلب محمد على بقية نسائه، كانت تدفعها إلى ذلك الشعور الجامح الذي أملت لها فيه العزيزة. فشتّان بين الشباب الريّق المستفزّ والكهولة الجافّة المهيضة[611]. ومن ثم فلم تكن تستطيع إلاَّ أن تزهى بما تلك من مزايا أُنثوية على تلك الراقدة في ثرى الحَجُون[612]، ولا تملك عندئذ أشباهاً وقرائن، ولا أن تروّض فكرها على نسيان أنّها ضرّة، ولا أن تغفر لها أن شاركتها الزوج، ولا أن تقنع نفسها بأنّها لم تعش قطّ مع السيدة الأُولى هذه المشاركة ـ وما كانت لتحياها ـ وهي بعد طفلة في سنيّ الرضاع، أو وهي حمل مكنون في بطن «أُم رومان». لكنّها الغيرة! ولكنّها غريزة الأُنثى تجمح بها، مغمضة اللبّ والذهن والعين ... حتّى تلهب بلسانها خديجة، وتخوض فيها، بغير تحرّز، وإنّها لبقايا رمام[613]، وفتات عظام! سمعت ذات يوم رسول الله يذكر أُم الزهراء ـ كمألوف عهده ـ فأثارها منه هذا الذكر، تغيّر لونها، وتقبّضت أساريرها، حتّى انقلب محيّاها المنبسط إلى عقدة من العبوس، وغامت عيناها بجهام غضب شديد، ثم انطلق صوتها حادّاً جارحاً، كسنّ قناة. قالت بجفاء: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشَدْقَين، هلكت في