وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فهاجت بها الغيرة، وقالت: ليكن ذلك حظّ غيري! والله لكأنّي بك لو قد فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك! * * * كلا، لم يعرف العالم امرأةً قطّ أحبّت زوجها كحبّ خديجة لرسول الله، ولا تفانت مثل تفانيها فيه، ولا آثرته على نفسها، وعلى كلّ غال لديها وعزيز، كما وضعته هي فوق الإيثار. ولم يعرف العالم أيضاً رجلاً كمحمد كان أحنى قلباً على امرأته هذه وأبرّ بها منه، ولا أعظم حبّاً، ولا أصدق عاطفةً، ولا أحفظ لذكرها في حياتها وفي مماتها على السواء ... بل قد ظلّ يعايشها بكلّ أحاسيسه الطاهرة والنقية، بعد أن رحلت بعيداً عن هذا الوجود. كانت له كالشمس، يخلب مرآها العين عند بدء الشروق، كما يسحرها لحظة الغروب، ولو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام، والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر، والكون صحيفة، لما وسعها كلّها أن تحيط بمشاعر محمد نحو خديجة. إذ هي نتاج عاطفة سخيّة بلا حدود، سماوية المعاني، قدسية الصفات، فيها دفء الحبّ، ورفق الحنان، ورحمة التوادّ، وجلال الإكبار، وعزّة الإيمان، وصدق التقدير، وكلّ ما يبلغ بها ذروة الصفاء والتنزّه، وأوج الكمال والجمال. فعلى تعدّد من بنى عليهنّ بعدها من زوجات، ظلّت هي أبد عمره الماثلة دائماً في القلب والبال، وعلى فرط حسن هذه أو تلك منهنّ حسن الأنثى، كانت دائماً ـ برأي فؤاده، ونظر عقله ـ وإنّها للأحلى الأبهى وإن جرت بها السنّ شوطاً إلى ما وراء نضرة الشباب. وعلى الرغم من غيابها عنه في عالمها البعيد، فلقد كانت موصولةً به، وكان بها موصولاً، لا يفتر له حنين، كان يصفو إليها صفو توّاق، وكان يصبو صبو مشتاق.