وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

العزاز، وبمنزل الذكريات الذي عاشت فيه وزوجها الكريم أحلى أيام العمر، وخاضت وإيّاه أعظم معارك الكفاح؟ فها هي فاطمة، ما كادت تتنسّم بعض عبير الحرّية، حتّى فقدت أجلّ ما لأيّ إنسان في هذه الحياة، فقدت الأم التي ليس كمثلها أُمّ في الأمّهات، على اختلاف الأصول وتغاير الأرومات، غدت الدار التي كانت منبع أفياض الحبّ، ومرتع المنى العذبة، ومصدر إشعاع دفء الحنان، وهي توشك أن تضيق عليها ضيق القبر الذي ضمّ في ترابه جثمان الحبيبة. ها هي فاطمة توشك أن تتبدّى لرائيها شمعة أوقدت من طرفيها، فسرحت عليها نيران الأسى اللاهبة من هنا ومن هناك، كأنَّما لتعجل بها إلى الذوبان. إنّها هنا في البيت، تحنكها[593] لوعة الفراق على أُمها الغالية، حاضنة الإسلام، وإنّها هناك من البلدة، على الدروب، وفي الأندية، وحول الحرم وبين الأحلام تهبّ نسمات حارّة، إن يكن رطبها رذاذ دموعها فهي تحسّها ـ من فرط الحرقة ـ كأنّما تكاد تشوي الوجوه. وحقّ لها هذا الشعور. فلقد رحل أيضاً عن دنيا الأرض شيخ بني هاشم: أبو طالب، حامي الإسلام، والمناضل عن الرسول، ولم تكن بين خروجه من الشعب وبين موته مهلة تكفي لتمام دورة الضلال، ولا بين رحيله ورحيل خديجة إلاَّ ثلاثة أيام. ولم يكن وَجْد[594] أشدّ وقعاً على كلّ نفس زكيّة، وقلب سليم، من ذينك الخطبين الفادحين... حتّى لقد عُرف العام، طوال الزمن، على الشفاه وفي الأخلاد، بأنّه «عام الحزن». وحتّى لقد ذكر أنّ رسول الله قال: إنّه اجتمعت عليه بهما مصيبتان، لا يدري