وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بالآلام، أثقل بالهموم، أفدح حمْلاً من أبي قبيس وثبير[588]، أدعى لاستفاضة الأشجان، لتجدنّها، إذ استروحت منها نسمة، مخضّلة[589] بالدموع. وهل من مراء؟ فالأشياء ـ كالأناسي ـ لها بسمات ولها شؤون، تفرح وتحزن، تضحك وتبكي وإن لم نُحَط بما علّمها ربّها من لغتي الضحك والبكاء. فكم أطاع قوم الله، فتهلّل فرحاً لطاعتهم الوجود! وكم عصى غيرهم وكفروا بأنعم الله، فأعجلهم بعذاب مهين (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ)[590]. موت خديجة وأبي طالب ولقد قاست الزهراء في تلك الآونة أشدّ مقاساة، فلم تخطف على محيّاها عندئذ شعاعة ابتسام، ولا رأت عيناها شيئاً قطّ إلاَّ شاركهما الرؤية البكاءُ، ولا مرّ بسمعها سوى أنين المعذّبين. وأنّى لها البسمة المضيئة، والنظرة المجلوّة، والنبرة[591] الحلوة، وإنّها لفي شجن لبِّس بأكدار وغموم، وليس كمثله بين الأشجان. فلقد مضت خديجة، أكلت منها محنة الشِّعب كلّ ما أبقته الأيام، ذهبت إلى ربّها راضية مرضية، تركت الدنيا إلى غير مآب[592]. أفتمهّل بها الأَجَل قليلاً حتّى تخرج من ضيق الحصر والقطيعة، ومفازة الأسر والعذاب؟ أفقُضي لها ألاّ تموت في مرابض الجوع، ومسارح الفقر واليباب؟ أفشيء أن تطبق جفنيها، وهي على فراشها في بليّتها بجوار الحرم، فتملأ عينيها بالأحبّة