وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إلى أرض تفيض لبناً وعسلاً...». وبدأ موسى وقومه يتأهبّون للنزوح من مستقرّهم ذاك الذي كان لهم منزل هوان ومذلّة، تقول التوراة[586]: «وكلّم الربّ موسى وهارون في أرض مصر، قائلاً: هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور، هو أول شهور السنة...». وتقول: «... ويكون لكم هذا اليوم تذكاراً، فتعيّدونه عيداًللربّ، في أجيالكم تعيدونه فريضةً أبديةً...». وأخلى ناموس البشر طريقه لناموس السماء، توالت الآيات، بطل سحر فرعون، تعاقبت على الطاغية النكبات كما لم يطف بحقيقة ولا خيال. ثم انفلق البحر فرقتين عظيمين، فمشى على قاعه الهاربون من الطغيان، ثم التأم الفرقان، فإذا فرعون وجنوده من المغرقين، ثم بلغت الفئة المستضعفة أرضاً أُخرى، لهم فيها رغد وأمن وحرّية ... إلى حين! * * * لو فطن أهل الإسلام من بَعدُ، وهم يراجعون مراحل جهادهم في الله، إذن لأجمعوا على أن يكون يوم خروجهم من شعب أبي طالب يوم عيد، تماماً كما فعل بنو إسرائيل بيوم الخروج من مصر إلى أرض كنعان، تماماً كما فعل رسول الله عندما رأى اليهود بالمدينة تصوم يوم عاشوراء، فقال: «نحن أولى بموسى منهم»[587]، وصام. * * * ومع ذلك، فلم تكن الأشهر التاليات لانحسار الحصار خاليةً من المعاناة، لا هي رخاء، ولا أتت بنصر، ولا تلوّنت بأمل يملي لهم في الطمأنينة ... بل قد كانت أحفل