ببغاوات ومستشرقون ومن الثابت تاريخياً أنّ الذين انتصروا لهذه المقولة الخاطئة، ورفعوا لواء تجريد السيدة الزهراء من قدسيّتها و«بضعيّتها» من غير أهل السياسة هم فريقان: الببغاوات الذين استقرّ في أعماقهم ما ردّده البعض من الذي لم يكن يرى إلاَّ بعين واحدة! وأمّا الفريق الثاني فيضمّ عدداً من المستشرقين الذين جلّهم لا يتمنّى الخير لأهل الإسلام، ولا الصلاح لهم بحال. ولعلّ هناك فريقاً آخر من الباحثين ممّن لبس عليه الفهم، واجتاحه قصور في الرؤية تجاه الأحداث والأسماء، فتخبّط في كلامه، وراح يكتب بلا تأمّل! وليس من شكّ أنّ المستشرقين لا تجدي معهم المناقشة، وهم بطبيعة مهامهم لا يرغبون حتّى بالمناقشة. وأمّا المتلبّس عليهم الفهم فأمرهم هيّن إذا حسنت نواياهم، وأمّا الببغاوات فهم المشكلة الأكبر. إذ أنّ هؤلاء هم الأغلبية في هذا المضمار، وهم أصحاب «مدارس» ضاعت من بين أوراقها بطاقات الانتماء، وأُلغيت في قاموسهم مصطلحات «الحصانة» و«القدسية» و«الرموز المقدّسة» و«الشرف»، فهم تستهويهم صياغات خاصة، وشعارات محدّدة و«مقولبة» طالما كانت تخدم مصالحهم الشخصية. رجال جريئون وحتّى لا يكون التعميم ظالماً، لابدّ أن نشير إلى أنّ ثمة من لجأ إلى ركن وثيق، وتأمّل الواقع والحوادث بموضوعية مجرّدة عن الأهواء والميول، وسعى إلى أن يتّخذ منها دروساً وعبراً ونتائج انطلق منها إلى عملية «تحديث» صياغات جديدة، دون صياغات وقوالب الببغاوات. والواقع أنّ الباحث يستطيع أن يجد في كتابات كثيرين من المفكّرين والفقهاء ـ