وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

السلاح بالسلاح، وربّما تفرّ من الميدان، ذلك لأنّك لا تملك غير المظهر الخارجي للمحارب، وإنّه لغثاء[433]: تفتقر إلى القدرة الداخلية المعنوية التي تلهمك الثبات، وتساند عتادك لتضرب وتصول وتجول، يعوزك الإيمان الوثيق بما تحارب من أجله وتناضل عليه. وهل أوهى روحاً، وأضعف عزماً، وأوهن شكيمةً[434] من مقاتل لا يؤمن بهدفه؟ كذلك كان حال قريش وهي تحاول الكيد لمحمد والنيل منه، بحسّها الظاهر كانت تخدع نفسها وتوهمها أنّها عليه قادرة، بينما كانت بحسّها الداخلي موقنة أنّها تخوض معركةً خاسرةً. وليس شيء أشدّ وبالاً على صاحبه من التزوّد في مواطن الجدّ والصراع المصيري بالأوهام، فحشودها مفتريات، وعتادها ادّعاءات. يقولون: كاهن، وإنّهم ليعلمون أنّه ليس على شيء من زمزمة[435] الكهّان، ويقولون: مجنون، وهم يدركون أن ليس يضارعه رشيد بين أرشد الراشدين، ويقولون: شاعر، وما نظم وشعر، بل أتاهم بقرآن مجيد من عزيز حميد، يعجزهم الإتيان بآية من مثله وإن شرعوا لهذا أقلام الإنس والجنّ مجتمعين، ويقولون: كاذب، وهم الذين لقّبوه الصادق الأمين، بل يؤمنون أنّه على خُلُق عظيم، وأنّه جاءهم بما يشفي الصدور، وينير القلوب، وينزّه العقول أن تمتهنها عبودية حمقاء لأصنام يعرفون أنّها عمياء صمّاء خرساء، لا تملك لنفسها ولا لهم نفعاً ولا شفعاً، فلا هي تمنع ضرّاء ولا هي تنعم بجزاء. فكيف يغني عنهم ما زيّفوا من أوهام؟ وهل يجدي عليهم سلاحهم المفلول[436]؟