وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وماذا عساهم يصيبون من محمد بما أعدّوا، وهو لا يطلب دنيا، ولا يسعى إلى جاه أو سلطة أو مال؟ إنّه اذاً الغني وهم الفقراء، وإنّه القويّ وهم الضعفاء. كانوا يستضعفونه ولكنّهم كانوا يهابونه، إذا مشوا إليه العداء غدت أفئدتهم هواء، وإذا هاجموه رهبوه، وفرّ طريقهم من تحت الأقدام، كانوا كمن يقابل السيوف والسهام بأعواد من الحطب والهشيم، كمن يقاتل الأطياف. * * * فهم يناوئونه[437] وفي أخلادهم ـ بكلّ مقاييس القيم العقلية والخُلُقية والقبلية التي لا يختلف عليها منهم اثنان ـ يعلمون أنّ الجدير بهم أن يَدَعُوه وما هو فيه إن لم يكن الأجدر أن يساندوه، وهم يحسّون في دخائلهم إذ يناوئونه أنّهم يخونون هذه القيم ويظلمونه وإن كانوا ـ حرصاً على ظهورهم بالتفوّق عليه، وأنّه لفرد وهم أُمة، ومخافةً على كبريائهم أن يعيَّروا بالتخاذل ـ قد جهدوا لكبت هذا الإحساس أن يفتضح للناس. فما حيلتهم في وضعهم هذا الشاذّ، الذي يشدّهم فيه إلى جانبين متعارضين: اعترافهم بتلكم القيم وتنكّرهم لها في نفس الآن، هذا يشدّهم إلى جانب وذاك يشدّهم إلى الجانب المضادّ؟ لاحيلة. إنّهم إذاً ليتمزّقون، وإنّ نفوسهم لتنشطر وتنشقّ كلّما التقوا معه على خلاف، ولا معدى لها عن الانشقاق، وما اختزنوه في أعماقهم وكبتوه مآله الظهور، فبعد الضغط الانفجار، وكلّ ما استقرّ في قاع اللاوعي واللاشعور لا محالة سيطفو على سطح الوعي والشعور.