وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويقدّمون له الحقد والشرّ والخصام. وأيقنت الابنة أنّهم لا يرعوون عن طغيانهم الذي سدروا فيه، وأنّى لهم الارعواء عن جور لن ينحسر مدّه، ومن ورائهم بحار من أحقادهم تمدّه بمثل الطوفان؟ كلا، لن يغمدوا دونه أدوات حربهم ما ظلّ يدعو إلى رسالة السماء. كلا، لن يكفّوا عواديهم عنه وإن أتاهم على الحقّ بألف برهان وبرهان وفيما نخال، كان أشدّ أسلحتهم فتكاً سلاح العناد، وهل أظهر بياناً على إسرافهم في اللجاج، وغلوّهم في خلافهم الضالّ، من مطالبتهم إيّاه بما يخالف طبيعة الأمور، ويدور في فلك المحال؟ قالوا له: (لَن نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الاَْرْضِ يَنْبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نَّخِيل وَعِنَب فَتُفَجِّرَ الاَْنْهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِن زُخْرُف أَوْ تَرْقَى فِي السَّماءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ) قال: (سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً)[418]. أفما تحقّ إذاً عليهم كلمات الله: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَيَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَيُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَيَسْمَعُونَ بِهَا أُولئِكَ كَالاَْنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)[419]. * * * ومع ذلك فقد كان قلب الصغيرة الكبير يأسف لهم، ويأسى عليهم، ويودّ لو نزعوا عن عنادهم الغوي الظَلُوم، وفاءوا إلى الهدى والصواب. ولماذا لا تأسى فاطمة ولا تأسف وإنّهم منها لإخوة في الإنسانية قبل أن تجمعهم وإيّاها صلة رحم أو وشيجة قرابة؟