وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كَريمٌ لا يَغيره صباحٌ *** عن الخُلُقِ الجَميلِ ولا مساءُ[413]وكان حلف الفضول شامةً بيضاء في جبين الجاهلية الأغبر، عنواناً مضيئاً على الوفاء ـ من أجل الحقّ ـ بالحقّ لأهله، وليس من أجل نصرة قرابة ولا عصبية، بسمةً مشرقةً على فم قريش المكفهرّ[414] بالشرك والغواية، فخراً للكبار فيها والصغار ـ من شهده كمن لم يشهده ـ يتيهون به على أبناء غيرها من القبائل، حتّى لقد أثر أنّ الرسول قال: «لقد شهدت في دار عبدالله بن جُدعان حلفاً ماأحبّ أنّ لي به حمر النعم، ولو دُعِيَ به في الإسلام لأَجبتُ»[415]. * * * لكن أولئك الأشراف نقضوا ما أبرموه، نفوا عن أنفسهم ـ طائعين ـ الشرف الذي أسبغه عليهم الحلف الكريم، بل انسلخوا أيضاً من إنسانية الإنسان كما ينسلخ من إهابه[416] أُفعُوان[417]. ولقد وقعت فاطمة منهم على معالم عديدة لهذا الانسلاخ، فليس ائتمارهم ذاك بأبيها في الحرم هو أول ائتمار ولا آخر ائتمار، تكرّرت وتواترت ألوان العدوان. ما من يوم مرّ طالعوه فيه بأمان أو بما يشبه الأمان، كانو يطاردونه، إن لم يكن بالمنون فبالأذى والاضطهاد، وكان يلقاهم دائماً بالكلمة الطيّبة، ولا يلقونه إلاّ بخبائث الأقوال والفعال، يصلهم ويقطعونه، يقدّم لهم الحبّ والخير والسلام،