وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إنّها لتعجب لعقولهم كيف لا تهديهم والحقّ بيّن! ولإصرارهم كيف يمدّ لهم في الغيّ، والمشاهدة ـ فضلاً عن الفكر ـ تؤكّد لهم أنّهم يمعنون في الضلال!! المرّة بعد المرّة كانت ترى أو تسمع أنّهم يكيدون لأبيها، ويمكرون به، ويعدون عليه ... والمرّة بعد المرّة كانت ترى أو تسمع أنّ كيدهم يرتدّ إليهم، ومكرهم بهم يحيق، وعَدْوهم يبوء بالإخفاق. ولم تفدهم تجاربهم المرّة. وكم جبهتهم الآيات! * * * مرّ بهم يوماً يطوف بالبيت وهم جلوس، فتغامزوا به ساخرين، ثم مرّ ثانيةً فلمزوه وعابوه، ثم مرّ ثالثة فزادوه لمزاً وغمزاً وسخريةً، حتّى لقد اشتدّ غضبه واحتقن وجهه، ولم يطق الصبر عليهم، فواجههم يخاطبهم وصوته وعيد: «أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح»[420]. فروّعهم قوله، واضطربت في أجوافهم شغاف قلوبهم رعباً وفرقاً، حتّى لقد أطلّ فزعهم من أعينهم وإن حاولوا جاهدين أن يتماسكوا ويغشوا ملامحهم المكفهرّة بمسحة من الهدوء، وقالوا كالنادمين: يا أبا القاسم، انصرف، فوالله ما كنت جهولاً. * * * يوماً آخر لجّت بهم سفاهتهم لجاجة لم يملكوا لها دفعاً من فرط بغضهم له وحقدهم عليه، وقد رأوه يصلّي، وعلى مقربة منهم فرث وروث ودم لجزور نحرها بعض الناس، فحرّض أبو جهل مجالسيه: أيّكم يأخذ هذا القذر فيجيء به، فإذا سجد محمد وضعه بين كتفيه؟