وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فطابت نفسها بعبارته التي فاض كلّ حرف من حروفها بالحنان، وجفّت الدموع، وأشرق في محيّاها الوضيء الابتسام. ومع ذلك، فقد كانت دائماً على ثقة لاتتزعزع أنّ ربّه لابدّ دافع عنه شرّ ما يبيتون (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ)[401]. فإذا كانت شؤونها قد انفرطت من عينيها دون إرادة انفراط، فليس مسيلها نشيج فزع بقدر ما هو نظيم حبّ كبير. أمّا محمد فقد انطلق إلى المسجد على طمأنينة ويقين، حتّى إذا قارب عقارب الدسيسة[402] أخذ حفنةً من تراب ورمى بها نحوهم، وهو يقول: «شاهت الوجوه». فكأنّه ألقى بهم في جبٍّ بلا قرار، كأنّه حبسهم بكلماته هذه وراء أسوار شاهقة ضخمة من الصمّ والخرس وعمى العيون دونها سدّ يأجوج ومأجوج! وانطلق من بينهم إلى موضع قريب، وقف فيه خاشعاً يصلّي لله، وهم لا يرونه ولا يدركون أنّه منهم على ملمس أنملة[403] لا على قيد ذراع. لقد تعطّلت فيهم كلّ أعصاب الإحساس. * * * فلماذا إذاً كان بكاء الزهراء؟ أمن جزع ولوعة؟ أمِّنْ همٍّ وقلق؟ أمِّنْ خوفٌ وفرق؟ أمِّنْ توقّع نزول شرٍّ مجهول؟ كلمة بذاتها من هذه لا تقدّم الجواب، لا تحيط وحدها بمعاني النحيب، لا تنضح ـ مفردةً ـ بكلّ الأسباب. فكما يقطر ماء الأعين حين الحزن يقطر أيضاً حين الابتهاج، قد يهتن عند الألم