وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اللوحة الخامسة دموع في الحرم لعلّها ما بكت يوماً من قبل كمثل بكائها في ذلك النهار. مرّت بالحرم فاذا هي تسمع فريقاً من السادة يسرّون النجوى، يأتمرون بأبيها ليقتلوه: إذا مرّ محمد، فليضربه كلّ واحد منّا ضربةً. هيئتهم المريبة كوحوش فلاة، وضواري غاب، كحزمة من براثن ومقالب، ومن مناسر[399] وأنياب، همساتهم الجوفاء كوسوسة شياطين، كفحيح ثعابين. ولم تنتظر أن ينفثوا بقية السموم، وهل من حاجة للانتظار، وفي أيديهم سيوفهم مشحوذة، من فرط الحدّة والانصقال تلمع كالشعاع؟ وأسرعت تبارح المكان، سابقت خطاها الدموع، وأخبرته الخبر: «تركت الملأ من قريش قد تعاقدوا في الحجر، وحلفوا باللاّت والعزّى ومناة وأساف ونائله، إذا هم رأوك يقومون إليك فيضربونك بأسيافهم ليقتلوك..». تماماً فعلت كذلك الرجل الذي سعى إلى موسى يحذّره البقاء حيث كان: (قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلاََ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)[400]. لكنّ أباها لم يخرج خروج الكليم، مال عليها وقال بهدوء: «يا بنيّة لا تبكي».