وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كما عند انقشاع الأوجاع، قد ينبجس بانبجاس يأس مكتوم، بانتفاضة رجاء نائم، بانفجار غيظ مكظوم، بانفراج الضيق عن رضاء، بعربدة اللهفة على ضياع مفقود. مع مرارة الإخفاق، ومع حلاوة النجاح، فهو مرتع لنقائض الأحاسيس خصيب، والدموع تعبير منظور، كلام سائل، شعور مصهور. ولحظة أن بكت فاطمة، ذلك النهار، كانت عبراتها[404] التي تجري على وجنتيها[405]حسرات تقفو حسرات، كانت رثاءً صامتاً لإيمانها بمكرمات قومها الذي مات. أم أين ما أُثر عنهم من مروءات؟ ذهب مع الريح! تبدّد كهباء، أراقوه كما تُراق قطرات ماء على رمضاء صحراء فتبتلعها الرمال. وماذا يقال في قوم اجتثّوا شرفهم بأيديهم ـ طائعين ـ من الأساس، وتبدّلوا الحقّ بالباطل، والظلم بالعدل، والغدر بالوفاء؟ فإن يعمدوا إلى البطش برجل واحد أعزل، وهم جماعة مسلحة ـ لا يلاقونه لقاء كُفْء لكُفْء، ولا يواجهونه في وضح الرؤية ـ لضربٌ من النذالة مقيت، في أيّ اعتبار وبأيّ معيار. لقد تهاووا إذاً في الخسّة ولؤم الطباع إلى أبعد قاع، ولا تعليل يملكونه لهذا الائتمار. فالوفاء قيمة معنوية مطلوبة، رفضها ـ مهما ألحّت الدواعي ـ لا يقبل الاعتذار، والغدر قيمة معنوية مرفوضة، طلبها ـ مهما ضغطت الظروف ـ لا يقبل التبرير. لَكَم تحسّرت فاطمة لفداحة فجيعتها في مناقبهم المهدرات! كم أحسّت تلهّفها يطحن قلبها طحن رحىً، فتسيل عصارته من مجرى الأدمع، ويتناثر رذاذها مع كلّ شهيق وزفير! * * *