وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتمهّل يفكّر هنيهة، مال بعدها يخاطب محدّثه بصوت متوجّس فيه رنّة نذير: فارجع به إلى بلاده واحذر عليه اليهود، فلئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغينّه شرّاً . ثم فصّل ما أجمل، فأضاف: اعلم أنّي قد أدّيت إليك النصيحة، فأسرع به ... وإنّه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا، ورويناه عن آبائنا ... وإنّه لرسول ربّ العالمين. * * * ألم يأتهم نبأ عمرو بن عَبَسَة السُلَمي[392] إذ رغب عن آلهة قومه في الجاهلية، فخرج إلى الشام يرتاد لنفسه ديناً هو أولى بالاتّباع، وأدنى إلى الحقّ من عبادة الأصنام؟ يقصّ عمرو: فلقيت بتيماء شيخاً ذا علم، في سيماه ورع، وعليه مهابة، فقلت له: إنّي امرؤ من قوم يعبدون الحجارة، فترى الرجل منهم ليس معه إله، فيخرج فيأتي بأربعة أحجار، ينتقي أحسنها فيجعله إلهه، ويجعل الثلاثة الباقية لقذره!! ثم لعلّه، وهو مرتحل، يجد حجراً أحسن فيتّخذ هذا وينبذ الأول، فإذا نزل منزلاً فراقه حجر غيره آثره دونه بالعبادة ... وقد يظلّ هكذا مرّات ومرّات، يستبدل بإلهه سواه ما وقعت عينه على حجر آخر يعجبه مرآه. ويمضي عمرو يتحدّث: فرأيت أنّ هذا كلّه باطل، وما لي بحجر لا يضرّ ولا ينفع؟ فهلاّ دللتني على ما هو خير لي، وأحقّ بالعبادة؟