وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

في طغواه إلى غاية مداه، قالت له صفيّة تلحاه: أي أخي، أيحسن بك خذلان ابن أخيك[378]؟ * * * أفكان أبو لهب حليف الشيطان؟ لكأنّه الشيطان! وكيفما لاح، فقد كان الأسوة السوداء لكلّ متنكرٍّ لدين الله، إنّه لطليعة أهل مكّة إلى العيب والاضطهاد. وهل كان أحد من القوم ليرود[379] بمحمد، وكلّهم يرى كيف يعنف به، ويزري عليه أخو أبيه؟ بل فتح لهم ذلك العم الضلّيل باب الإساءة والفحش على مصراعيه، وأهاب بهم: هلمّ ادخلوه! فسمعوا له، مشوا على ظلّه، زنموه[380] كأنّهم له ذيول، ثم زحموه في المدخل الوبيء، ثم جاوزوه. وكانت امرأته أسبقهم إلى صدارة صفوف الضغينة والحقد التي راحت تفح وتتلوى على طريق السموم وهي تنساب نحو الرسول انسياب الثعابين. * * * فإن يكن أسىً ينهش القلوب، فأيّ أسىً كانت تحسّه فاطمة الصغيرة يفريها وهي أحياناً ترى، وأحياناً تسمع، كيف تناول القوم أباها الكريم بكلّ صنوف الإيذاء والبذاء؟ إنّهم ليتبارون ـ مفاخرةً ومباهاةً ـ في بغيهم عليه، عدواً باليد، وقذعاً باللسان، بل قد بلغ من طغيانهم أن رأوا ألاّ هدوء بال، ولا راحة عيش، ولا خلاص لهم من محنتهم به إلاّ أن يقتلوه.