وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حتّى عشيرته الأقربون لم يلبّوا الدعاء، مرّتين جمعهم ـ من بعد ـ ليبصّرهم، وفي المرّتين خذلوه، كان من بعض أحاديث معهم، أن قال: «إنّ الرائد لا يكذب أهله ... والله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم، ولو غررت الناس جميعاً ما غررتكم والله الذي لا إله إلاّ هو، إنّي لرسول الله إليكم خاصّةً، وإلى الناس كافّة». وأكّد: «والله لتموتنّ كما تنامون، ولتبعثنّ كما تستيقظون، ولتحاسبنّ بما تعملون، ولتجزونّ بالإحسان إحساناً وبالسوء سوءاً». ثم بشّر وأنذر: «إنّها الجنّة أبداً، أو النار أبداً». ثم ناشدهم، وهو يمنّيهم الجزاء الأوفى: «يا بني عبدالمطلب ما أعلم شاباً جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به إنّي قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة». وسألهم أيّهم ناصره لنشر كلمة الله، فلم يجيبوه، ازورّوا عنه، خرست ألسنتهم ـ وإنّهم لذوو الأحلام والرأي في الناس ـ عن الأخذ بالدعوة الهادية، إلاّ غلاماً حدثاً منهم أراد ربّه أن يضربه مثلاً للفطنة وصفاء القلب وشفّافية الروح. عليٌّ وحده هو الذي لبّاه: «أنا يا رسول الله» ثلاثاً أكّد أنّه مجيب مؤازر نصير. وثلاثاً أمره محمد بالسكوت، ليفسح المجال لأولئك «الكبار»، لكنّهم ظلّوا على الصمت والوجوم، صمتهم زراية[377]، ووجومهم تكذيب. ثم نطق بلسان حالهم عمّه أبو لهب، كأنّما يردّد عن إبليس، بكلّ ما فيه من صلف الشرك، انتفض مرّةً يصرخ غاضباً في وجه ابن أخيه: ما رأيت أحداً جاء بني أبيه وقومه بأشرّ ممّا جئتهم به، وهمّ أن يقذفه بحجر ... فتبّت يداه! وأخرى صاح بأهله ـ وشركه ينهش قلبه ـ يؤلّبهم على الدعوة وداعي السماء: هذه والله السوأة! خذوا على يديه، ثم أسرف في غيّه. فلولا أن عابت عليه فعله هذا أُخته صفيّة بنت عبدالمطلب، فلربّما سدر عندئذ