وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إعلان الدعوة بدأ هذا ذات صباح، ختم مرحلة الخفية والاستتار. ففي ضحوة نهار، في ساعة من ساعات تلألؤ النور، في لحظة تؤذن بقرب إشراق الأرواح، وانطلاق الأفكار، واستواء البشر وإن تباينت بهم المنازل والأقدار، وتغايرت العناصر والأبشار، صعد محمد على الصفا، يهتف بالناس: «يا صباحاه!». فتوافد القوم على النداء، من هنا ومن هناك، وقد أخذ منهم الدهش، ينتظرون، وكان صوته مجلجل الرنين، كلّه نذير: «أُتيتم! أُتيتم!». ومضوا يتساءلون: من هذا الذي يهتف؟ فإذا هو يقول: «أنا النذير العريان». قال قائلهم: هذا محمد على الصفا يصيح، فتزاحموا، حتّى زحموه، وسمعوه يدعوهم قوماً قوماً: وداراً داراً، ثم يقول: «إن أخبرتكم أنّ خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، أكنتم تكذّبوني؟». بغير تردّد أجابوه: لا والله ما جرّبنا عليك كذباً. فقال: «يا معشر قريش، أنقذوا أنفسكم من النار، فإنّي لا أُغني عنكم من الله شيئاً ... إنّي لكم نذير مبين بين يدي عذاب شديد». لكن كلمة التوحيد التي دعاهم إليها لم تجد بينهم لا أُذناً تصغي، ولا عقلاً يعي، ولا قلباً يفقه، غلبت عليهم شقوتهم، فاستعصموا بالضلال، قابلوا الرحمة المتنزّلة من الله بالاستهزاء، راحوا يتندّرون: إنّ غلام بني عبدالمطلب ليزعم أنّه يكلّم السماء[376]! * * *