وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فمتى تطلع الشمس في عيون الإشفاق بالصبح المأمول؟ لماذا لا يضجّ بالحيوية ـ وهو في عمر الوردة ـ القوام النحيل؟ كيف يبدو ذلك الإهاب كأنّما لا يُشرِق، وتلك الوجنات كأنّما لا تزدهر، وهاتان الشفتان كأنّما لا تضطربان في تنافر وتجاذب، وفي تلاحم وانفراج، سريعاً كاختلاج جناحين، لتتزاحم عليهما الكلمات؟ أما تَرِفّ البسمات؟ ألا ترنّ الضحكات؟ لو قد علم أصحاب الخشية أولئك كيف يستشفون دخيلة «الزهراء» لما فاتهم أن يتبيّنوا حقيقة ما فات، لعلموا أنّ نحولها ليس علّة، ولأيقنوا أنّ صمتها ليس عيّاً، ولأدركوا أنّ نأيها عن الضجّة والهزل والعبث العربيد، التي تزمجر ـ عادة ـ في أوصال الصغار، وتتّسم بها مرحلة الطفولة الغريرة[345]، ليس كما يحسبون. ليس نتيجة شذوذ يخامر سليقتها السوية، ليس وليد نقص في طبيعتها الحيوية، ليس بعيب نفسي يدفع بها حتف رغبتها إلى التنكّر المتجهّم للمرح البريء الذي يلازم طراوة الإهاب، ونظارة الأعمار، ليس بقصور بدني يفرض عليها سلوكاً تلوح معه كأنّها لا تصبر على جهد الحركة بقدر ما تتهافت على استرخاء السكون. لكنّهم لا يعلمون، أساءوا التقدير. فما قعودها عن اللعب المجلجل بعجز في البنية، ولا عزوفها عن المرح المتمرّد بخلل نفسي، ولا صمتها الجاد الذي تلوذ به أكثر الأحايين بميل إلى التجهّم والعبوس تعبيراً عن كفرها بالبشاشة والابتسام. كلا: لقد كانت تؤثر الهدوء لأنّه وقار، ولأنّه سكينة وطمأنينة، ولأنّه مناخ المعرفة، ولأنّه مسرح التفكير. وهل قرار النفس وتفتّح الذهن إلاّ بقرار البدن؟ وهدوء البال إلاّ بهدوء الأوصال؟ * * *