وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الكريمين: محمد وخديجة، عاشت الحبّ والحنان، وارتوت بالجلال والكمال، مع تِرْب[334] طفولتها «عليّ» نعمت بالصحبة الحلوة، من الأُلى جاوروها، من الآل والتبع، لقيت الرعاية. أينما حلّت تسابقت إليها القلوب والعيون، حيثما كانت كان الإعزاز. الخفقات دعاء، النظرات بَسمات، الكلام تغريد عصافير، وهَديل حمام، والنبرات ترانيم. * * * وكانت هيئتها دعوة للسلام. بملامحها يترقرق[335] سحر رباني، إليها يشدّ الانتباه، ويجذب الألباب، ويعطف الأرواح، في عينيها الدَعْجاوين[336] مثل صفاء ينبوع بكر لم يرد بعد ماءه العذب ورّاد، فوق جبينها الرائق رفق السكينة، بمحيّاها الوضيء دفء الحنان. كأنّها زهرة جديدة تفتّح عنها برعم وليد: ملساء العود، غضّة اللون، نديّة الوريقات، كأنّها اكتست نضرة الربيع في ريعانه، كأنّها تشرّبت طراوة النسيم في إحدى أمسيات صيف غائب الغيم، ضاحي النجم، ناعس الهواء. كانت خفيفة كطَيْف، شفيفة كقطرة الطلّ[337]، رفيقة كالظلّ، رشيقة كسبحات النور. كلّما أدركتها عين راء أظلّ نظراته إليها من الشفقة مثل ما يلتمع فيها من الإكبار، وكانت رقّتها تجمع الدعة إلى الهيبة، كما تثير العطف كانت تبتعث الاحترام. * * *