وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

غير أنّ استهجانه لم ينل شيئاً من سكينة شيخ بني هاشم، بل زاده طمأنينةً، فقال بهدوء: إنّي أنا ربّ الإبل أمنعها، أمّا البيت فله ربّ يمنعه. عندئذ استشاط «أبرهة» غضباً، وصاح باغترار: وما كان ليمتنع منّي. قال عبدالمطلب بلا اكتراث: أنت وذاك! وعاد بإبله[307]. * * * ليس حرصاً على نَشَبه[308] كان موقف الشيخ من عدوّه، ليس خوفاً من جبروت القوة، ليس تخاذلاً ولا ثبوط همّه، ليس تواكلاً ولا تغافلاً عن التبعة. ليس كموقف بني إسرائيل يوم حثّهم موسى: أن ادخلو الأرض المقدّسة[309]، فازورّوا[310] عنه وأجابوه: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ)[311]. أجل، ليس هذا كلّه، ولا بعضه. أم أين الحرص وقد قلّد عبدالمطلب إبله التي استردّها، وشعّرها، وساقها هدياً إلى الكعبة؟ أم يعرف الرهب سبيلاً إلى قلب من يجابه الأسد في عرينه بما يكره؟ أم هو تخاذل أن يعقد الشيخ راية الحرب، ويجمع أجلاد فتيان قومه يعسكرون بمنى على أهبّة؟ أم كيف يسوغ دمغه بالتنصّل من التبعة وقد دفع بالنساء والأطفال وضَعَفَة الشيوخ والكهول، فتحرّزوا ـ خشية عليهم من معرّة السبي والأسر ـ برؤوس الجبال، وقمم الشعاب في مكة؟ لا، بل صدىً لإحساس صادق بما سوف يقع كان موقفه من «الأشرم».