وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وبلغ مشارف البلدة المقدّسة، وعمد إلى تنفيذ غرضه، وهو يتصدّر قوّاته، على ظهر فيل. وتسامع بأمره الناس، وتناقلت الألسن ما شهدت العيون: إنّه لينطلق كالإعصار، إنّه لهول ليس مثله في الأهوال، إنّه لداهمة قضاء. فإذا الذعر في مكّة يشيع، وإذا الأبصار تزيغ، وإذا الصدور تموج بالارتياع، وإذا القلوب تبلغ الحناجر ثم تهوي عند الأقدام. وهل كانت للقوم طاقة بمثل هذا الجيش الجرّار[304]؟ هل لهم قِبَلٌ بما امتشق[305] الغزاة من سلاح؟ هل رأوا، قبل يومهم، تلك الدابّة الضارية التي اتّخذها قائد المغيرين مطية قتال؟ لكن شيخ قريش لم يروع روعهم، لم يخش الغارة، لم يهزّه الخطب الذي تؤكّد ظواهر الحال أنّه وشيك النزول. بجأش ثابت، مضى ـ والهيبة له طليعة ـ إلى «الأشرم» ليرى ما جاءهم فيه، وقال له القائد المدلّ[306] بجبروته: إنّي إنّما جئت لهدم البيت، فإن لم تحولوا بيني وبينه لم أزد على هدمه، وإن حلتم أتيت عليكم، فما ترى؟ فلم يبال الشيخ هذا الوعيد، وأجاب بهدوء: أقول أيها الملك: ردّ عليّ إبلي التي أخذتها!! فذهل صاحب الفيل من الجواب، وقال وهو مدهوش، وفي كلماته ونبراته زراية وسخرية: قد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلّمتني، أتكلّمني في مائة بعير أصبتها لك، وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلّمني فيه؟!