وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فساعة خطا الجيش أولى خطواته على أرض البلدة الطيّبة، وانتشر سواده الكثيف في بياض النهار المشرق، وتحرّك الفيل يقوده على الطريق إلى البيت العتيق، انطلق عبدالمطلب يسبق الغُزاة إلى حرم الله. قلبه كلّه خشوع، عيناه تفيضان بالدموع. نفحة قدسية من نفحات الإيمان هي التي كانت توجّه تفكيره وتهدي خطاه، وفي سكينة وطمأنينة أخذ بحلقة باب الكعبة الغرّاء، يدقّ بابها، ونظره إلى السماء، وعلى جرس الدقّات راح يستنصر الله: لا هُمّ إنّ العبدَ يَمنعُ *** رحَلْهُ فامنَعْ حلالَكْ لايغلبنّ صَليبُهُم *** ومحالهُم أبداً محالِكْ جرّوا جموعَ بلادِهِم *** والفيلَ كي يَسبُوا عيالَكْ إن كنتَ تاركَهُم *** وقبلَتَنا فأمرٌ ما بَدَا لكْ[312] ثم مضى في ضراعته وابتهاله: يا ربّ ... لا أرجو لهم سواكا *** يا ربّ ... فامنَعْ منهم حماكا إنّ عدوَّ البيت مَن عاداكا *** امنعهم أن يخرّبوا فناكا * * * وصدقت مَلَكَة التوسّم والاستجلاء. استُجيب الدعاء، حقّت على الطغاة المفتونين كلمة الله. وهل كان سبحانه ليخلّي بينهم وبين حرمه الأمين؟ هل كان تاركهم يعيثون في البلدة المقدّسة، وإنّ فيها ـ على مرمى الحربة، ومنزع السهم منهم ـ ذلك الوليد اليتيم الذي اجتباه ربّه ليكون هدىً ورحمةً للعالمين؟ إن هي إلاّ سُوَيْعَة أو سويعات حتّى ذهب أصحاب الفيل في الغابرين، عاجلهم