وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويستبشر الناس بالغيث (وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ)[299]وتحيى الأرض، وتنبت الزروع، وتدرّ الضروع[300]، ويعمّ الخيرُ البعيد والقريب. * * * إنّ اسشفاف الشيخ للخفايا والمجهولات كان بلا حدود، يخالف المتوقَّع والمشهود، أُسطورة الأساطير. فحين داهمت الحبشة مكّة، أمدّه جلاء بصيرته بالطمأنينة، على خلاف قومه أجمعين كان ثابت الجنان، الإيمان زوّده بالأمان. في ذلك الوقت كانت اليَمَن في ملاك الأحباش، وكان سيّدها أبْرَهَة الأشْرم قد بنى بها «القُلَّيْسُ» كنيسة كبيرة ذات فخامة وزخرف وبهاء، وبثّ في أنحاء الجزيرة العربية الرُسل والدُعاة: أنّ هذه قبلتنا خير وأبقى لمن أراد ملكوت السماء، وانتظر أن تلبّيه العرب فتعدل إلى حجّها عن حجّ البيت الذي رفع قوائمه إبراهيم وإسماعيل لكنّ انتظاره طال، أمله خاب، دعوته لم يستجب لها مستجيب، فما استمال أحداً من معبده المستحدث مظهر ثراء، ولا أغرى إغراء. عندئذ صمّم «أبرهة» على هدم الكعبة لكيلا يكون لهم غير «قليسة» مزار، وأبرم أمره، وبجيش لَجِب[301]، ذي أعداد وعتاد، زحف من الجنوب إلى الحجاز. * * * كانت مسيرته وجنوده كرحلة أخدان[302] سفر ورفاق طريق، فلم يكد يلقى عنتاً[303]، ولا عانى مشقّة الحروب، بل وجد من بعض العرب عوناً يدلّه إلى حيث أراد.