وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

طير أبابيل في السنين العجاف[290] يعصرهم القحط، فلا حرث ولا ضرع، كان القوم يهرعون إليه لعلّه أن يردّ عنهم غوائل[291] الجدب والجفاف، فماذا ترى كان يفعل ليجنّبهم بوائق البوار؟ لم يكن يخرج ليمتار لهم من إنسان، ولا ليستعين جيرة بلدته على ما هي فيه من بلاء، ولا ليضرب في الأرض طلباً لرزق معلوم أو غير معلوم، هنا وهناك، لأنّ الجوع منهوم[292] لا ينتظر أوبة[293] السفّار. كان يرتقي في جبل «ثبير»[294] حيث ارتقى إبراهيم، وتلّ ـ تصديقاً لأمر ربّه ـ فتاه: جدّهم إسماعيل للجَبين[295]، وكان يرفع عينيه وكفّيه داعياً، يسأل ربّه أن ينحي عنهم الغمام الجَهام[296]، ويرسل السحاب الغدق الهتون[297]. كان يستمطر السماء. وعندما ولد محمد بن عبدالله، كان الشيخ يحرص على تقديمه بين يدي نجواه، إيماناً منه بمقامه عند الله، فلا يكاد ينخرط في ابتهاله حتّى يثيبه ربّه مبتغاه (يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ)[298].