وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتلبيةً لشعور غامض نزل على قلبه بالسكينة، أنكر ربوبية المجسّدات والمنظورات، ونزّه مالك الموت والحياة أن يكون على مثال هيئة من أشكال المادة التي تتغيّر وتحول، وتفنى وتزول. وانطلاقاً من هذا الشعور خالف عقيدة مجتمعه الوثني، ونأى ـ في أُخريات أعوام عمره كما نقلت الأخبار ـ عن عبادة الأصنام. خطوة رائدة على طريق الاهتداء، قدوة مبكّرة لمن شاء من قومه الاقتداء. أيّما وصف تصوّر به نفس الشيخ الهاشمي الجليل، فلقد كان كما تدلّ فعاله وسجاياه، وتشير إليه أحاديث معاصريه، صاحب كرامة ويُمن، ويقين ثابت في القدرة الربانية، لا يتزعزع أمام نوائب الدهر ومدلهمّات الأحداث. حين ينظر إلى الأمور كان يراها بكلتا عيني الإبصار والاستبصار، ينفذ فيها إلى أعماق المجاهيل، يشيم بوادر الشرّ قبل أن يحيق، ليس بالخوَّف الخالع[288]، ولا الجزع الهالع، كان يجابه الملمّات[289]، إنّما بالصبر والهدوء، بثبات اليقين، بطمأنينة الإيمان، برحابة روحية تذوب فيها عزائم الأخطار. كثيراً كان ـ على غير ما درج الناس ـ لا يستقبل الشدائد بأساليب المقاومة الشرية العنيفة والجلاد المادي الحادّ، كثيراً كان يستعين عليها بقوة غيبية عليا، يؤمن باقتدارها على صدّ البلايا ودرء هوال كلّ الاقتدار كلّ الإيمان، كثيراً كانت أسلحته التي يحارب بها جحافل المحن قلباً خاشعاً، وكفَّين يرفعهما إلى السماء، وكلمات ضراعة وابتهال. إنّه لطاهر الدعاء، مبارك النداء، يسأل فيُجاب، يستغيث فيُغاث، فكأنّما الله شاء أن يمدّه بما يشبه الخوارق، ويماثل المعجزات. * * *