وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أمّا أبو الحارث، شيبة الحمد «عبدالمطلب» فلم يكن على نفس هذا الغرار، كما نبذ المنكرات أخذ بالمكرمات، بل دعا القوم للنبذ وللأخذ، ولم ينفرد وحده بهذا الناموس، انتهى ونهى عن الزنا والخنا والفجور، عفّ وأهاب بالتعفّف عن شرب الخمر، امتنع ومنع من زواج المحارم، أدان وأمر بالكفّ عن وَأد الموؤدة، حرّم أن يطوف بالبيت عريان، رأى قطع يد السارق جزاءً ما كسبت يداه، ونكالاً وعبرةً لسواه، أوفى وحثّ على الوفاء بالنذور، ترفّع ونادى بالترفّع عن البغي والظلم، وكان يقول: لن يخرج من الدنيا ظلوم حتّى ينتقم الله منه. فلمّا قيل له عن ظالم مات قبل أن تصيبه عقوبة بظلمه، ألهمته بصيرته المشرقة أن يجيب: والله، إنّ وراء هذه الدار لداراً يجزى فيها المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته. فكأنما ـ بهذا الذي كان يرتأيه ـ قد أُلقي في روعه بعض ما شرّعه الإسلام، وجاء به بعد قليل حفيده النبي المختار. وهل من عجب أن قد آتاه ربّه هذه الكرامة وإنّه للنقي الطهور الكريم؟ * * * بل إنّه لكذاك، فلقد ذكر أيضاً ـ وعلم الناس ـ أنّه كان قرين البركة، صادق الرؤى، مستنير البصيرة، تكاد نفسه تشفي على الإلهام. وكيف لا وهو الذي كان ينقطع الليالي الطويلة عن دنيا زمنه متحنّثاً في غار حراء؟ أكان يتعبّد بالحنفية دين إبراهيم؟ أم كان يتأمّل، كما تلهمه الفطرة السليمة، في عظمة الخالق وهوان المخلوق؟ أم كان يتابع بروحه وعقله شعاعاً من نور الحقيقة الواحدة، انبثق له من بين ظلمة الجهالة الرانية حينذاك على قلوب البشر، كانبثاق ومضة برق من خلال غيم كثيف؟