الأديان السابقة جراء المشاكل التي كان يصنعها أولئك الذين حاولوا الاحتماء بالسماء في تمرير أفكارهم وآرائهم في الناس، فإذا رغبوا في أن يمرّروا شيئاً سرعان ما وجدوا «نصوصاً» من مشايخهم يحتمون ويحاجّون بها. فما أكثر «النصوص» المفسَّرة تفسيراً خاطئاً، وما أعظم الخطايا والمظالم التي ارتكبت جرّاء ذلك عبر عصور مريرة! لكن السؤال المثير هنا: لماذا شاع ظاهرة الفهم المغلوط في بعض حقب التاريخ دون آخر؟ فهل ثمة علاقة ما بين هذا الشيوع والظروف السياسية المحيطة بكلّ حقبة، أم هو إفراز طبيعي لآثار التدهور أو التغيّر المربوطين بكلّ حقبة؟! وقراءة واعية لفكر الآخرين كما أنّنا بحاجة إلى قراءة رشيدة للإسلام، فنحن بحاجة أيضاً إلى قراءة واعية لفكر الآخرين، ونقصد به جهود وآثار وإبداعات المذاهب الإسلامية الأُخرى، الذي قد يطلق عليه بعض الناس اسم «الدخيل» أحياناً أو «المخالف» في أحايين كثيرة! محاولةً لتجريحه أو تصغيره. والأمر كلّه يصوّر الموقف وكأنّنا في حالة «حرب شعواء» بين أبناء الإسلام أنفسهم، بين أهل السنّة والحديث وغيرهم!! وهذه مغالطة كبيرة أُخرى في صميم صياغة الفكر الإسلامي الأصيل. ورغم أنّنا نشكّك في مقاصد «الصيحات» التي تطلق بين الآونة والأخرى للتحذير من الفكر «الدخيل» أو «المخالف»، ولاتكفّ عن اختراع الحجج «الشرعية» لإضفاء صفة «دينية» لها، إلاَّ أنّنا لو افترضنا فرضاً حسن النيّة، وسلامة القصد، فسوف لاتخلو من ضرر يصيب الأمة، ويزيد من عذابها. ذلك لأنّ ضرره إنّما هو في الإسلام نفسه، الذي هو في الأساس دين موجّه للبشر كافة، لايحدّه زمان ولا مكان، وإنّ أيّ تسليم لتلك الصيحات سيقود ـ