بل الوثنية بصيغتها «الجديدة» صارت تتمثّل في عبادة «القوالب» المصنوعة من الفتاوى الشاذّة، وخضعوا الناس لها، وحذّروا تجاوزها بكلّ الوسائل الممكنة! وهذه الجهود، فضلاً عن كونها ظلماً بحقّ الإسلام وشريعته، ومصادرةً لحقوق المسلمين، وجفاءً لرموز الإسلام المقدسة، فهي تعدّ محاولة خطيرة لتعطيل عقل الإنسان المسلم وقدراته التي أرادها الله أن تكون خلاّقة! فالمسلمون جميعاً ـ بكلّ مذاهبهم الفقهية ـ متّفقون على أنّ ثمة معبود واحد لا غير، وهو الله سبحانه وتعالى، ومن يدّعي بأن هنالك معبود آخر غيره سبحانه فهو مرفوض. ومثلما ثار أسلافنا على وثنية الزمن القديم، فنحن نرفض ـ بنفس القدر ـ وثنية هذا الزمن الجديد. نحو قراءة رشيدة للإسلام معذور كلّ مسلم إذا ما أوقعته محاولته لقراءة الإسلام بصورة صحيحة في حيرة وتردّد، وبذل جهداً في سبيل ذلك لكنّه وجد نفسه عند مفترق الطرق، لكن أن يتعمّد القراءة المغلوطة، ويحاكي ما يعلم بطلانه وفساده فهذا ما لاعذر فيه، ولايرضى عنه سكّان السماوات ولا أهل الأرض! وهل رأيتم أحداً يكافأ على الخطأ العمد إلاّ الجزاء المبرّح؟ فمن حقّ المسلم أن يسأل ويناقش حتّى يعثر على طريدته،لكي تتجذّر عقيدته، وتنصقل رؤاه عن علم ودراية. وهذه ليست مشكلة، وإنّما المشكلة هنا هي قضية الفهم المغلوط، والقراءة المعكوسة، فإنّهما يشكّلان من الخطورة بمكان! وهذا الأمر هو الذي دعا المصلحين إلى بذل ما بوسعهم لغرض معالجة هذه المشكلة عن طريق القراءة الواعية والرشيدة للنصوص الإسلامية، التاريخية منها وغيرها، والتأمّل فيها، وربط بعضها ببعض، حتّى تنكشف الحقائق عن الزوائف، ويتغربل الصحيح عن المغلوط. ولايتفرّد الإسلام والمسلمون بهذه الظاهرة السلبية، فما أشدّ ما عانت منه