برضاك عنّي، فلا سبب لي يحجبك عنّي». وكانت السيدة نفيسة كثيرة الترحال... فسافرت إلى بلاد الشام عندما بلغ عمرها ثمانية وأربعين عاماً، وهناك زارت قبر خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام)، ثم جاءت إلى مصر واستقرّت بها. وكان يزورها أثناء اقامتها بمصر الكثير من العلماء والصالحين، وكان على رأسهم آنذاك الإمام الشافعي رضي الله عنهم، وقد سمع منها الحديث، وصلّى بها التراويح في شهر رمضان، وكان إذا ما مرض، ولم يستطع زيارتها، أرسل لها رسولاً يبلّغها تحياته، ويسألها الدعاء له بالشفاء. ونظراً لكثرة عبادتها وقربها من الله... فقد أصبح المكان الذي تقيم فيه، والذي دُفنت به أيضاً... تجاب فيه الدعوات إلى الله... وقد عرف المصريّون ذلك، فأصبح قبرها ومسجدها... محطّ أنظار ملايين الناس الذين يقصدونه من أجل الدعاء المبارك به، عسى الله أن يستجيب لهم، ويفرِّج عنهم كروبهم. وعشرات الكتب التي أخرجها العديد من الصالحين فيها قصص وحكايات عن كرامات مقام السيدة نفيسة رضي لله عنها. وممّا يروى عن صفاتها وكثرة إقبالها على الله... ما قصّته عنها زينب ابنة أخيها التي لازمتها أربعين عاماً... حين قالت: خدمت عمّتي نفيسة أربعين سنة، فما رأيتها نامت بالليل، ولا أفطرت بنهار... فقلت لها: أما ترفقين بنفسك؟! فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لايقطعها إلاّ الفائزون؟! ثم أضافت زينب: كانت عمّتي نفيسة تحفظ القرآن وتفسيره، وكانت تقرأه وهي تبكي، وتقول: إلهي وسيدي، يسِّر لي زيارة قبر خليلك إبراهيم. فاستجاب الرحمن لدعاتها، وزارت هذا المقام هي وزوجها إسحاق المؤتمن. وممّا يروى كذلك عن صفات وعلم السيدة الطاهرة: أنّها كانت شغوفة بحديث جدّها المصطفى (صلى الله عليه وآله)، لذلك نجدها قد روت عنه الكثير من الأحاديث، سواء عن