وقد أنجبت السيدة نفيسة من زوجها ولدين، هما: القاسم، وأُم كلثوم. وجاءت السيدة نفيسة إلى مصر بصحبة زوجها إسحاق المؤتمن، وقد عاش من بعد رحيل زوجته لسنوات طويلة، ودُفن بعدها في مصر أيضاً. وصلت السيدة نفيسة إلى مصر يوم السبت 26 رمضان سنة 193 هـ وكان ذلك قبل مقدم الإمام الشافعي إلى مصر بخمس سنوات، وعاشت السيدة نفيسة على أرضها خلال ولاية الحسن بن البحباح والي مصر من قبل الرشيد. وفي العريش استقبلها الناس استقبالاً حافلاً حين علموا بقدومها من بلد الرسول (صلى الله عليه وآله)، وظلّت على هذه الحفاوة حتى وصلت مدينة مصر، وأقامت في بيت كبير التجّار آنذاك: جمال الدين عبدالله الجصّاص، وكان كذلك من أهل التقوى والصلاح، وظلّت السيدة نفيسة تقيم بهذه الدار المشهورة التي كانت تقع في مدينة الفسطاط فترةً من الزمن، وكان يتوافد عليها فيها الناس ترحيباً وتبرّكاً. ثم انتقلت بعد ذلك هذه السيدة الطاهرة لتقيم في بيت أم هانئ، وكانت إحدى السيدات العابدات في مصر آنذاك، وأخيراً انتقلت للإقامة في الدار التي وهبها لها والي مصر السري بن الحكم في خلافة المأمون العباسي... وكان ذلك في عام 201 هـ في ولايته الثانية. ولمّا كثرت كرامات السيدة نفيسة، وتكاثر عليها الناس تبرّكاً... أرادت الرحيل مرة أخرى إلى بلاد الحجاز ـ على ما رواه السخاوي في كتابه المزارات ـ فشقّ هذا الأمر على أهل مصر، وسألوها الإقامة، فأبت ذلك، فركب إليها والي مصر السري بن الحكم وسألها الإقامة، فقالت: أنا امرأة ضعيفة، وقد شغلوني عن جمع زادي لميعادي، ومكاني ضاق بهذا الجمع الكثيف...فقال لها: أمّا ضيق المكان فإنّ لي داراً واسعةً بدرب السباع، فأشهد الله أنّي قد وهبتها لك، وأسألك أن تقبليها منّي، وأمّا الجموع الوافدة فقرّري معهم أن يكون ذلك يومين في الجمعة، وباقي أيامك في